بلدية دبي تحصر عددها لاستبدالها بأجهزة صديقة للبيئة
أجهزة تكييف قديمة تسبب أمراضاً خطرة
وجيه السباعي -دبي
حذر خبراء بيئيون من مغبة الاستمرار في استخدام أجهزة تكييف قديمة، مشيرين إلى أنها تسرب أطناناً من الغازات الضارة بالبيئة ومدمرة لصحة الإنسان، تؤدي إلى امراض خطرة، معتبرينها أقوى الغازات المســتنفذة لطبقة الأوزون، ومسببة في ارتفاع درجة الحرارة، ومن جانبه كشف رئيس شعبة التخطيط البيئي في بلدية دبي راشد بن محمد عن أن البلدية بدأت في وضع إجراءات رقابية للحد من انتشارها، مع وضــع برنامج عمل مدته عامين يتم خلاله استبدال أجهزة التكييف القديمة كافة بأخرى جديدة تعمل بالغازات المسموح بها دوليا.
واعتبرت رئيسة جمعية الإمارات للبيئة حبيبة المرعشيي أن «أجهزة التكييف القديمة من المــؤثرات السلبية في البيئة وعلى الغلاف الجوي، لما تطلقه من انبعاثات لغازات مدمرة لطبقة الأوزون مثل الكلوروفلوروكربون التي تتــميز بخمولها، ما يمنحها فرصة التطاير والوصول إلى طبقات الجو العلــيا وتدمير طبــقة الأوزون».
وأشارت إلى تراجع تصنيع هذه الأجهزة بشكل كبير منذ عام 1987 بعد بروتوكول منتريال وتم إيقاف تصنيعه بشكل كامل منذ عام 1996، لأنها تستخدم غازات ضارة بالبيئة، وتم إيجاد بدائل صديقة للبيئة، حيث يتم حالياً تركيب مكونات تحل بديلا من الكلوروفلوروكربون مثل هايدروكوروفلوروكربـون، حيث إن هذه المركبات الأكثر نشاطا من الكلوروفلوروكـربون ولا تبقى فترات طويلة ولا تؤثر في طبقة الأوزون، لافــتة إلى قيام الجمعية بعمل محاضرات توعية للجمهور عن الآثار الضارة والمدمرة لهذه الانبعاثات على طبقة الأوزون مع إعلامهم بآخر المستجدات حول الأجهزة التي لا تصدر هذه الانبعاثات من ثلاجات ومكيفات وغيرها.
وأكدت مدير جمعية أصدقاء مرضى السرطان الدكتورة سوسن ماضي وجود أضرار صحية خاصة وعامة لأجهزة التكييف والثلاجات القديمة، كونها تحتوي على كربون رباعي الكلورايد المساعد على التبريد، وإذا حدث أي تسرب في تلك الأجهزة، وتعرض الانسان لها بشكل مباشر تؤثر في جهازه العصبي، وقد تؤدي إلى السرطان، والكبد، وحدوث غيبوبة وقد تؤدي إلى الوفاة.
وتابعت أن تلك الانبعاثات لها أضرار بالغة على المستوى العام، حيث ما أخلت بطبقة الأوزون تنتشر سرطانات الجلد بين سكان المنطقة، ضاربة مثالاً بما حدث في نيوزلندا، التي تعرضت لتلك المشكلة وانتشار سرطان الجلد بنسبة كبيرة لدى سكانها، كما يؤثر أيضاً في الحيوان والنبات في المنطقة، مطالبة بسرعة استخدام البدائل. وكشف المختص في ميكانيكا أجهزة التكييف راشد عبدالرحمن عن وجود كميات كبيرة من تلك الأجهزة مستخدمة في مباني أبوظبي، مشيراً إلى أن أحد المباني الحكومية وحدها ينبعث عنها 200 طن من الغازات المحظورة على رأسها غاز «ز31» .
لافتاً إلى أن الدول المتقدمة منعت استخدام مثل تلك الأجهزة واستخدام بدائل أقل ضرراً. وقال رئيس شعبة التخطيط البيئي في بلدية دبي إن «البلدية بدأت نهاية العام الماضي جردا شمل المؤسسات الحكومية كافة ومراكز التسوق وبعض الفنادق الضخمة، لمعرفة كمية الأجهزة القديمة الموجودة التي ينتج عنها غازات تؤثر في طبقة الأوزون.
لافتاً إلى أن البلدية ما زالت في مرحلة جمع المعلومات، وستستمر حتى منتصف العام الجاري. وأضاف راشد أن «البلدية تنسق الآن مع كل جهة ومركز وبناية في دبي لوضع برنامج عمل لاستخدام البدائل المتمثلة في استخدام غازات تبريد مسموح بها، لا تؤثر في طبقة الأوزون، مشيرا إلى أن المشكلة تتفاقم في حال حدوث خلل في أنظمة التكييف سواء كانت بالبيت أو السيارة، ينتج عنه تسرب لتلك الغازات. ولفت إلى توافر إجراءات الرقابة على استيراد أجهزة التكييف.
من حيث نوعية الغازات المستخدمة فيها، ويتم التفتيش عليها عبر المنافذ الحدودية قبل السماح بدخولها الدولة.
وبحسب راشد ينتج عن تسرب مثل تلك الانبعاثات الضارة مشكلات بيئية تتعرض لها المنطقة موضع الانبــعاث، إضافة إلى مشكلات صحية مثل الأمراض الجلدية بأنواعها كافة.
طبقة الأوزون
الأوزون هو غاز طبيعي يغطي الجو المحيط بالأرض بطبقة طفيفة، وتكتسي هذه الطبقة أهمية كبرى للمحافظة على الحياة، حيث تلعب دور المرشح لأشعة الشمس الواصلة للأرض، مما يحمينا من العديد من الأمراض الجلدية المسببة لأنواع من السرطانات ومشكلات العيون، بالإضافة للأضرار التي لا نُعوض على حياة الغطاء النباتي في كوكبنا.
وتعمل بعض المواد على استنزاف طبقة الأوزون مثل اكسيد النترات وغاز الكلور وغاز البرومين، حيث توجد مصادر طبيعية لجميع هذه العناصر إلا إن تركيز غاز الكلور وغاز البرومين قد ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب انتاج البشر لبعض المواد المركبة مثل كلوروفلوروكربون وبروموفلوروكربون. ونتيجة انبعاثات هذه الغازات الخاملة والمستقرة، فإنها تصل إلى طبقة الستراتوسفير، حيث تعمل الأشعة فوق البنفسجية على تفكيك كل من الكلور والفلور وتحفيز سلسلة من التفاعلات القادرة على تفكيك أكثر من 100.000 جزيء أوزون مما يؤثر بشكل كبير في طبقة الأوزون.
وتعد السويد هي أول دولة تمنع استخدام الرشاشات مثل المبيدات الحشرية التي تحتوي على كلوروفلوروكربون منذ عام 1978 تلتها بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأميركية، كندا والنرويج. ومازال غاز الكلوروفلوروكربون يستخدم في أماكن أخرى من العالم حتى بعد اكتشاف ثقب الأوزون لغياب التشريعات التي تجرم استخدامه. وأعلن العلماء عام 2002 أن استنزاف طبقة الأوزون قد بدأ يتباطأ بعد حظر استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون في العديد من دول العالم وفي العديد من الصناعات.
4/19/2008 2:00:27 PM