السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أختصر كل دلالات التربية الصحيحة في المنهج والفكر والروح، في عبارة دالة رغم قصرها ، وعميقة في وجودها و عظمتها وجمال صفاها، هي..حب الله سبحانه وتعالى .ومن هنا أسير معكم في عالم النور الملكوتي من خلال الأسرار النورانية للصفحة البيضاء النقية لمسيرة تربية الشبل الصالح الواعي ( طفلي العزيز ) .
أسرد لكم من وحي الحقيقة لا من وحي الحلم والخيالات ، عظمة الوجود الإنساني المستمد وجوده من واجب الوجود إذ هو مظهر بسيط من مظاهر الواجب للوجود . لنبدأ معاً مسيرتنا الروحية من وجود النطفة أو البذرة الصالحة للزرع في رحم الطهر والعفة ، لتدخل مراحلها المتعددة بين سبحات الجمال والجلال الألهيين ، فتارة تمد العلاقة الحميمه بين الأم وجنينها دمعة الشوق للقيا على مائدة الصلاة ،وتارة تشدو تلك العلاقة معاً نغمة الدعاء ، فترفع الأم كفها رغبة في القبول ، فتستجيب يد الجنين ليرفعها قبضة مناجياً قلب أمه أن أرويني من حب الله، لتقترب لغة اللقاء في عالم الملك حيث الجسد ، وفي عالم الملكوت حيث الروح ، فيخالج الأم ما يخالج النساء من ألم ووجع، ولكن يهون عليها أذ إنها تحت نظر الله، لتبدأ بعد ذلك مسيرة تلك العلاقة في ساحة القرب بينها وبين الجمال المطلق ، ولتفتح باباً من الحب هو الأوسع على نطاق الخلق، والدال بالرأفة والرحمة على نطاق الخالق كما في حديث النبي موسى بن عمران (ع) ، فتسقيه طيلة حولين بعون الله حب الولاية إذا ما كانت بذرتها واصل وجودها في سيره للوصول إلى الله ، لتقترب العلاقة إلى لغة العيون ، لتخط من سيل دمع المقل من الخوف والحب والرجاء لله سبحانه سطور نهج الحياة الأصيلة الصحيحة للشبل الحبيب ، وتغدقه من نهر الحب والحنان رشفاً من نميره العذب الممزوج بحب الله ، وتناغيه بلذة المناجاة فيجيبها بكلماته الأولى نحو الطاعة للوالدين ، فينمو في سنينه السبع الأولى متعلماً ومرسخاً منهج الحياة وهو حب الله سبحانه في قلبه وروحه و عقله، لينتقل سبعاً أُخر إلى مرحلة العمل في المعارف الألهية كالصلاة والصوم و الصدقة و حب العمل الإسلامي وحب طلب العلم ،متعرفاً لكل تلك الحقائق بنهج التعامل مع الوالدين وبناء الحصانة الذاتية في نفسه الطاهره، وشحد الهمة في دربه، مبتعدين عن طريق التلقين والعصبية وسوء الخلق ، ليضع بذلك سياجاً مانعاً في مسيرة حياته عن الأنفلات في طريق التيه والغفلة، ويبدأ سبعاً أُخر متدرجاً في طريق القرب إلى الحضرة الألهية والتعلق بنهج أهل البيت (ع) ، حتى إذا أكملها يكون كله لله وفي الله وعلى الله يتوكل وهو حسبه ، وبذلك تنتهي فصول التربية المتعلقة بالوالدين لتبدأ مسيرته هو وحده في التدرج من منازل إلى مقامات ، حتى يصل إلى المحبوب الأوحد، وكما المعروف أن غاية خلق الإنسان هو الوصول لله سبحانه ، ومصداقاً لذلك قول السيد الإمام ( خلق الإنسان ليصل إلى الله ، فما أجمل أن يصل الإنسان إلى الله شهيداً ) .
اللهم اهدينااا على الحق واحفظنااا وارحمنااا برحمتك واغفرلنااا ذنوبناا وارضى عناا في الدنياا والآخرة واجرنااا من نار جهنم وادخلنااا جنة الفردوس بغير حساااب...
ولا تنسونا من خالص دعواتكم...
أخوكم..... النوخذة