«الذئبة الحمراء» تفتك بفريدة
ترقد المريضة، فريدة علي، في غيبوبة تامة بمستشفى القاسمي في الشارقة. ووفق ما يقول الأطباء المعالجون لها، فإن نسبة بقائها على قيد الحياة لاتزيد على 40%.
وفريدة أم لستة أبناء صغار، وترعى أسرة مكوّنة من 13 شخصاً، بينهم والدها المسن، الذي يعاني شللاً كاملاً، ووالدتها المريضة طريحة الفراش في مستشفى الكويت، وتعيش الأسرة بنفقة شهرية 2000 درهم. ولأن الدخل الشهري ضئيل، فقد اضطرت الأم إلى إيقاف تعليم أبنائها، وعملت على تدبير نفقات البيت وأسرتها بهذه الدراهم، إلى أن داهمها المرض، وأدخلها في غيبوبة، ولا تملك أسرتها نفقات علاجها الكبيرة في المستشفى.
وقالت ابنتها الكبرى كوثر (20 عاماً) إن «والدتها فريدة (35 عاماً) مطلقة، وتتلقى شهرياً 2000 درهم نفقة من طليقها، وبهذه الدراهم تعيش أسرة مكونة من 13 فرداً».
وتعاني فريدة منذ سنوات من مرض الذئبة الحمراء، وهو مرض ناتج عن اختلال في الجهاز المناعي، وخلال الشهر الماضي تفاقمت حالتها، وتسبب المرض في إصابتها بقصور في الكلى، والتهاب رئوي حاد، وقرر أطباء في مستشفى القاسمي إدخالها غرفة العناية المركّزة، لسوء حالتها، مرجحين أن نسبة بقائها على قيد الحياة لاتزيد على 40%.
وتتابع كوثر: «كانت والدتي هي العائل لي ولأشقائي ولجدي وجدتي، وبعد أن تمكن منها المرض صرت أنا المسؤولة عن رعاية أشقائي»، مضيفة: «لاندري كم ستبلغ كُلفة علاج والدتي في المستشفى، فكل يوم يمضي تتراكم نفقات العلاج، وحتى الآن لانعرف سبيلاً لسدادها».
وتقول شقيقة المريضة مريم إن «شقيقتها تقيم هي وأبناؤها ووالداها في بيت قديم، تبرّع لهم به فاعل خير في الشارقة، وبالكاد كانت توفّر نفقات الحياة لأسرتها بـ2000 درهم شهريا»، مضيفة: «لقد تمكّن منها المرض، وعندما سعينا لتوفير نفقات العلاج، فوجئنا بوالدتي المُسنة تصاب بأعراض مياه الرئة، ما تسبب في إدخالها مستشفى الكويت لتعالج هي الأخرى بمبالغ مالية كبيرة لانملك سدادها». وتتابع: «لقد طلب منا الأطباء نقل أمي المُسنة للعلاج في الخارج، لكننا لانملك شيئاً لنبيعه وبقيمته نوفر نفقات سفرها التي لن تقل عن 30 ألف درهم».
وتضيف مريم: «لقد فرّق المرض أسرتنا، فالأم المُسنة ترقد في مستشفى الكويت، وفريدة ترقد في مستشفى القاسمي، والوالد طريح الفراش يعاني من الشلل»، وكل ما تطلبه أن «يتوافر لأسرتها نفقات العلاج».
احمد عاشور- الشارقة